Season 8 Episode 51
يحمل السنوار أملًا كبيرًا في أن يكون أحد من ينفُذ بهم "وعد الآخرة" بتحرير المسجد الأقصى وفلسطين، ويظهر ذلك جليًا في دعائه "اللهم أنفذ بِنا قدرك فيهم بالزوال والتدمير، اللهم حقّق بِنا آمال شعبنا في العودة والتحرير" الذي يفتتح به لقاءاته. فبعد شهر واحد من نيله حريته في أكتوبر/تشرين الأول 2011، تزوج السنوار بتخطيط من شقيقاته الأربع، ثم أنجب أطفالًا يُروى أنه قال عنهم: "قد تقتل إسرائيل بعضهم، وتعتقل بعضهم، وسيبقى بعضهم لأخذ الثأر والانتقام".
يرى السنوار في العالم عدوًّا واحدًا وأصدقاءَ كثرًا. فالحقيقة النهائية عنده هي أن العدو إسرائيل، وأن ما عدا ذلك فهم أصدقاء محتملون، ولا يختلف في هذا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن زعيم حركة أنصار الله في اليمن عبد الملك الحوثي عن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران. لكن التغيرات الدولية، والاتفاقات الإبراهيمية التي جعلت لإسرائيل حلفاء أكثر مما يمكن أن يقبله قائد فلسطيني حر، ومحاولات تصفية قضايا عودة اللاجئين وتحرير القدس والمسجد الأقصى، جعلته يؤثر الحرب والتضحية لإحياء القضية.
وإذا لم تكن المقاومة هي يحيى السنوار، فإن نهج السنوار هو أصدق تعبير عن المقاومة، فإن ما أُخذ بالقوة لن يُسترد إلا بالقوة. وإن كانت الأيام قد أثبتت للسنوار موطئًا يغيظ أعداءه فأصبح من أهم القادة في تاريخ فلسطين، فإن صعوده دليل على وجود غيره يتأهب للصعود، وإثباتٌ أن للمقاومة جدوى مستمرة. ومهما كان ما قد يُنسب إلى السنوار، من شدة أو حزم أو بأس، فإن إنجازه الأعظم سيكون كسر حاجز الخيال، وإعادته الأمل إلى المؤمنين بالعدل والحرية في أن تتحطم الأساطير واحدة تلو الأخرى. فقد أثبت للعالم، كما أخبر صديقه من قبل، أن كسر السلك ممكن، وأثبتت حماس باختيارها له رئيسًا لمكتبها السياسي بالإجماع أن قيادتها تتفق مع السنوار على أن هذا السلك لن يُكسر إلا كما قال: خاوة!
المصدر : الجزيرة نت
Published on 1 month ago
If you like Podbriefly.com, please consider donating to support the ongoing development.
Donate