مافيش شك إن الأحاديث في مصر مابتخلاش من الكلام عن السياسة والاقتصاد. سواء كان الكلام عن الغلاء اللي بقينا مش قادرين نلاحقه، أو تناقص الأجور اللي مش مكفية احتياجات الناس، أو حتى عن قمع الشرطة اللي بقى في كل حتة، ومعاه عجرفة غير مسبوقة.
كمان بيجي الكلام عن السيسي وعن النظام، ومدى نجاحه أو فشله وفرصة بقاؤه، خصوصًا مع التفاوت الطبقي الرهيب اللي بقت مصر بتشهده، وكمية القمع والإجرام اللي النظام ده مارسه ضد الشعب، من فقر وموت بكل أشكالهم.
لكن رغم كل ده، فيه حاجة طول الوقت موجودة، وهي إن معظم الكلام ده بيبقى مجرد شكاوى وسخط على اللي بيحصل، بدون ما يبقى فيه رؤية سياسية واضحة. ليه؟ لأن طول السنين اللي فاتت، الأنظمة المتتابعة اشتغلت على إنها تجرف السياسة وتفقر التفكير. دا غير ان الثورة في 2011 اللي انقض عليها الانتهازيون والثورة المضادة، فبقى المواطن البسيط بيعاني من ديكتاتورية مستمرة، بس مش قادر يترجم المعاناة دي لرؤية سياسية واضحة يقدر من خلالها يكمل نضاله لتحسين ظروف حياته.
هنا بييجي دور الماركسية كنظرية سياسية واقتصادية، وكرؤية للمجتمع، لأنها بتدي الإطار اللي من خلاله نقدر نفهم ونحلل الواقع اللي عايشينه، وكمان نناضل علشان تغييره.
في نوفمبر 2016، نشر موقع الاشتراكي 3 مقالات بعنوان "الماركسية: هل يمكن تجاوزها؟"
المقالات دي كانت بتتناول تلات مواضيع رئيسية بتشكّل أساس الماركسية: المادية الجدلية، المادية التاريخية، ونقد الاقتصاد السياسي.
حلقة النهاردة هتكون مخصصة للحديث عن المقال الأول من سلسلة المقالات دي، وهيكون موضوعها الاساسي هو المادية الجدلية، وهنتكلم عن مدى صلاحيتها كمنهج تحليلي للوضع اللي بنعيشه في مصر.
الماركسية: هل يمكن تجاوزها؟ (الجزء الأول)
https://revsoc.me/-37050
Published on 2 months, 3 weeks ago
If you like Podbriefly.com, please consider donating to support the ongoing development.
Donate