الركود الروسي يبطئ واردات الصين والبحث عن بدائل لا يعوض خسائر أميركا
هذه المقالة كتبت بواسطة قطاع الأخبار في EgyExporter.com منصة الصادرات المصرية.
في تطور يعكس تعقيدات المشهد التجاري بين موسكو وبكين. كشفت بيانات الجمارك للربع الأول من عام 2025 عن تراجع ملحوظ في واردات روسيا من الصين. يأتي هذا التراجع وسط تباطؤ النمو الاقتصادي الروسي. وانخفاض الطلب على السلع المعمرة مثل السيارات، والإلكترونيات، والأجهزة المنزلية، ما يعكس تحديات داخلية متزايدة رغم العلاقات التجارية القوية مع الصين. ويكون الركود الروسي يبطئ واردات الصين والبحث عن بدائل لا يعوض خسائر أميركا.
فعلى الرغم من ارتفاع التبادل التجاري بين البلدين إلى مستوى غير مسبوق بلغ 239 مليار دولار في عام 2024. بفضل العقوبات الغربية المفروضة على روسيا منذ غزو أوكرانيا. إلا أن مشاكل الدفع الناتجة عن هذه العقوبات بدأت تُلقي بظلالها الثقيلة على تدفقات التجارة.
وبحسب رويترز، فقد أنفقت روسيا نحو 22.7 مليار دولار على وارداتها من الصين في الربع الأول من 2025. بتراجع 6.9% مقارنةً بالعام الماضي. وكان شهر فبراير الأسوأ. بواردات لم تتجاوز 5.8 مليار دولار، قبل أن يشهد مارس انتعاشة طفيفة.
الخبراء يرون أن الأسواق الروسية باتت مشبعة بالبضائع الصينية، خاصة في قطاع السيارات. حيث باتت العلامات التجارية الصينية تستحوذ على أكثر من نصف السوق. ويضيف فلاديسلاف أونيشينكو، رئيس وكالة التحول الاقتصادي. أن الحديث عن احتمال عودة شركات السيارات الغربية. بالإضافة إلى ضعف نمو الدخل، قلّصا من شهية الروس لشراء المزيد.
الأمر لا يقتصر على السيارات. فالحماس نحو الإلكترونيات والأجهزة المنزلية الصينية بدأ يخبو أيضاً، بحسب مراقبين. ومع ارتفاع الفائدة إلى 21%، بدأت الشركات الروسية بتقليص استثماراتها في المعدات الثقيلة، مثل الرافعات والحفارات.
صادرات الصين
البنك المركزي الروسي أشار بدوره إلى تباطؤ نمو مبيعات التجزئة، خاصة في المنتجات غير الغذائية. في حين بقي قطاع الخدمات أكثر نشاطاً نسبياً. ويبدو أن اهتمام المواطنين بالإنفاق الكبير بدأ يضعف، خاصة في ظل عدم الاستقرار الاقتصادي.
ورغم أن روسيا مثلت 3.2% فقط من صادرات الصين في 2024. تبقى الولايات المتحدة الشريك التجاري الأكبر بنسبة 14.7%. وهو ما يؤكد أن السوق الروسية غير قادرة على تعويض أي تراجع في الصادرات الصينية إلى أميركا نتيجة الرسوم الجمركية.
ومع ذلك، تواصل بكين تعزيز علاقاتها مع موسكو، خاصة في قطاع الطاقة، بعد إعلانها نية زيادة وارداتها من الغاز الروسي. ويعتقد أن الشركات الصينية ستظل تبحث عن فرص للتوسع في روسيا. حتى لو تطلب الأمر تقديم خصومات وخفض هوامش الأرباح.
في النهاية، قد لا تكون روسيا بديلاً اقتصادياً للولايات المتحدة. لكنها تظل ساحة مهمة للنفوذ التجاري الصيني. في ظل عالم تتغير فيه التحالفات والتوازنات بوتيرة سريعة.
Published on 4 months, 3 weeks ago
If you like Podbriefly.com, please consider donating to support the ongoing development.
Donate