تركيا تعيد رسم العلاقات بين إثيوبيا والصومال: وساطة تنهي الخلاف وتدفع للتعاون
هذه المقالة كتبت بواسطة قطاع الأخبار في EgyExporter.com منصة الصادرات المصرية.
عقد اجتماع هام في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بين رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، في خطوة لتعزيز التقارب بين البلدين الجارين. يأتي هذا اللقاء في إطار جهود وساطة تركية قادها الرئيس رجب طيب أردوغان، بهدف إنهاء الخلافات التي أثرت على العلاقات بين البلدين على مدار العام الماضي.
كانت العلاقات بين إثيوبيا والصومال قد شهدت توتراً حاداً العام الماضي، حينما وقعت إثيوبيا، الدولة غير الساحلية، اتفاقاً مع إقليم صومالي انفصالي يمنحها حقوق إقامة قاعدة عسكرية وميناء على المحيط الهندي. هذا الاتفاق أثار غضب الحكومة الصومالية التي اعتبرته انتهاكاً لوحدة أراضيها، مما دفعها إلى اتخاذ إجراءات دبلوماسية شديدة، منها طرد المبعوث الإثيوبي وتهديد بمنع رحلات الخطوط الجوية الإثيوبية.
لكن بفضل الوساطة التركية، هدأت التوترات بين البلدين، حيث تم التوصل إلى هدنة فتحت الباب لإعادة بناء العلاقات. اللقاء الذي جمع الزعيمين اليوم يعكس تطلعهما لتجاوز خلافات الماضي وتأسيس تعاون متين يخدم استقرار المنطقة.
تعزيز التعاون الأمني
وفي بيان مشترك صدر عقب الاجتماع، أعلن الزعيمان عن استعادة التمثيل الدبلوماسي الكامل بين البلدين. وهو خطوة تشير إلى جدية الطرفين في تعزيز العلاقات. كما اتفقا على تعزيز التعاون الأمني لمواجهة التهديدات المشتركة التي تشكلها الجماعات المسلحة المتطرفة في المنطقة.
من جهتها، أكدت إثيوبيا استمرارها في دعم قوات حفظ السلام في الصومال. التي تتصدى للمتمردين المرتبطين بتنظيم القاعدة. وكانت مشاركة إثيوبيا في هذه المهام محل جدل سابق بسبب الاتفاق المثير للجدل مع الإقليم الانفصالي.
يرى مراقبون أن هذا التقارب بين إثيوبيا والصومال يمثل تطوراً إيجابياً في منطقة القرن الأفريقي التي تعاني من تحديات سياسية وأمنية معقدة. إذ يعزز التعاون بين البلدين من فرص مواجهة الجماعات المسلحة التي تهدد استقرار المنطقة، ويدعم كذلك الجهود الدولية لإرساء السلام.
في السياق ذاته، يعكس دور تركيا في هذه الوساطة أهمية الدبلوماسية الدولية في حل النزاعات الإقليمية. الوساطة التركية لم تقتصر على حل الخلاف، بل أفسحت المجال لتعاون مستدام بين دولتين محوريتين في المنطقة.
هذا الاجتماع يمثل خطوة هامة نحو بناء شراكة جديدة بين أديس أبابا ومقديشو، ولكنه لا يخلو من التحديات. نجاح هذه الجهود يعتمد على قدرة الطرفين على الوفاء بالتزاماتهما والعمل على تعزيز الثقة المتبادلة، في ظل تعقيدات سياسية وجغرافية تشهدها المنطقة.
Published on 2 months ago
If you like Podbriefly.com, please consider donating to support the ongoing development.
Donate